وبين الوحي طبقاً لمبدأ العقلانية القرآنية القائمة على أصل الذكر ، وهو العقل السليم الذي يزكو وينمو ويؤيد ويسدد بالوحي الإلهي ، فيكون بذلك المقياس السليم لكشف معارف الدين هو العقل المستبصر ببصائر الوحي . وهذه الحقيقة المخيفة كانت هي السبب في اختلاف المسلمين وتمذهبهم . فأهل الحديث جمدوا على ظاهر النص ، والمعتزلة اعتمدوا التأويل ، والأشاعرة حاولوا الجمع بين التأويل والجمود على النصوص ، والفلاسفة شقوا لأنفسهم طريقاً مخالفاً لطريق الله ، وادعوا الوصول إلى الحقائق عبر الطاقة البشرية . وكلهم لم يصيبوا واقع الحقيقة . بوما أن حديثنا الآن عن الحنابلة ، فإنكارهم للعقل وعدم العمل به لا وجه له ، والذي ينظر إلى كتب الحنابلة يجد تلك العقائد المتناقضة أو التي تخالف عقل الإنسان وفطرته ، فيؤمنون بالروايات التي تثبت التشبيه والتجسيم لله سبحانه وتعالى ، فترى عقائدهم لا تختلف عن عقائد اليهودية والنصرانية والمجوسية بكثير ، فظهرت بينهم مذاهب التجسيم والتشبيه والرؤية والجبر . . وغير ذلك من معتقدات أهل البيت . وهذا كله يرجع لتعاملهم التعسفي مع الأحاديث التي لم يدققوا في مدلولاتها أو لم ينظروا إلى أسانيدها ، من غير عرضها على القرآن والعقل ، بل آمنوا بها مطلقاً . : ( فبلغ بهم التقليد إلى حد أن صاروا يأخذون بظواهر كل ما رواه الرواة من الأخبار والآثار الموقوفة والمرفوعة والموضوعية والمصنوعة ، وإن كانت شاذة أو منكرة أو غريبة أو من الإسرائيليات مثل ما روي عن كعب