ووهب و . . أو معارضة بالقطعيات التي تعد من نصوص الشرع ومدركات الحس ويقينيات العقل ، ويكفرون من أنكرها ويفسقون من خالفها . . . ) ( 1 ) . وإذا كان التعامل مع الأحاديث بهذه الصورة ، فلا محال أن تكون العقائد الإسلامية أسيرة آلاف من الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات التي قام اليهود بدسها في المعتقدات الإسلامية . وادعاء الحنابلة تمسكهم بالكتاب والسنة ، ورمي غيرهم بالضلال والكفر ادعاء فارغ لا دليل عليه ، فالكل يعترف بحجية السنة والعمل بها ولكن في الفرق هو أن الحنابلة يؤمنون بكل ما روي عن رسول الله من غير توثيق ومن غير فهم أو وعي في مدلولاته ، كما قال الزمخشري . إن قلت من أهل الحديث قالوا تيس ليس يدري ويفهم وقال رسول الله ( ص ) من كذّب عليّ متعمداً فليتبواً مقعده من النار ) إشارة صريحة بأن أعداء الدين سوف ينسبون إلى الرسول وإلى الإسلام كل ما يشينه ويحرف عقائده ، فلذلك لا بد أن تخضع دراسة الحديث إلى الأساليب العلمية والمنطقية ، وليس كما فعلت الحنابلة يؤمنون بكل ما وجد في بطون الكتب من أحاديث معقولة أو غير معقولة ، موافقة للقرآن أو غير موافقة . يقول ابن حنبل في رسالته : ( فنروي الحديث كما جاء على ما روي ، نصدق به ونعلم أنه كما جاء ) ( 2 ) . . : ( قال : وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلياً حدّثهم قال : سالت ابا عبد الله عن الأحاديث التي تروي إن الله تبارك وتعال ينزل كل ليلة إلى
1 - من كلام السيد رشيد رضا - تلميذ محمد عبده - كتاب أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية ص 23 . 2 - الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 165 .