مرتبة من مراتب النفس ، وعند كمالها تكون عقلاً . فالنتائج تسمى معقولات ، بعد إيصالها إلى الضروريات ، وإن كان بعشرين واسطة ، فخلطوا بين العقل والمعقول ، وبين العلم والمعلوم ، واشتغلوا بالمعلوم والمعقول فتاهوا عن النور الذي به علموا وعقلوا الأشياء ، وهذا هو الضلال البعيد ، لأننا نرى بوجداننا أن هذا النور الذي نتعرف به على حقائق الأشياء خارج عن ذواتنا وعن ذوات المعلومات ، وإنما هو عطاء إلهي نعلم به أنفسنا ونكشف به حقائق الأشياء ، وإلا أين هذا العقل حال الطفولة ، ومن المعلوم أنه إذا كان ذاتياً فالذاتي لا ينفصل . قال تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) والآية لا تعدو أن تكون تنبيهاً إلى واقع العقل والعلم ، وأنهما هما النوران الكاشفات اللذان لم يكن أحد منا يملكهما ، حينما أخرج من بطن أمه ، ثم أصبح الآن يملكهما . فلا بد إذن أن يعترف أنهما من الله . لأنه لو كان من نفسه إذن لكان لديه من الطفولة . يقول ( ص ) مؤكداً هذه الحقيقة : ( فإذا بلغ المولد حد الرجال أوحد النساء ، كشف ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة والسنة ، والجيد والردئ . ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في البيت ) . فالعقل إذن نور إلهي معصوم عن الخطأ ، والوحي أيضاً نور إلهي معصوم عن الخطأ ، فلا اختلاف بينهما . وإنما هم نوران من مشكاة واحدة فقد جعل الله النور الأول في الإنسان ، وجعل النور الثاني في القرآن والأحاديث ، وكلاهما يكمل الآخر ويصدقه . وتكون العلاقة بين العقل والوحي علاقة الإثارة ، كما قال أمير المؤمنين ( ع ) واصفاً مهمة الأنبياء : ( ليثيروا دفائن العقول ) فإذن لا انفصال بين العقل