إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث أو احدة منن ، فمن لم يكن فيه شيء منهن فجلس فهو أحمق . وقال الحسن بن علي عليهما السلام : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها : قيل يا ابن رسول الله من أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه ذكرهم ، فقال : ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) الزمر / 39 . قال : هم أولوا العقول . وقال علي بن الحسين عليهما السلام : مجالسة اصالحين داعية على الصلاح ، وآداب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولادة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروءة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلاً وآجلاً . يا هشام : إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد بما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجاءه ، ولا يقوم على ما يخاف فوته بالعجز عنه ) ( 1 ) . وهناك مئات الروايات التي تكشف عن أهمية العقل ومكانته في مدرسة أهل البيت ( ع ) ، والعقل هو ذلك النور الإلهي الذي يكشف به الإنسان حقائق الأشياء وهو بذلك عطاء إلهين وليس أمراً ذاتياً في الإنسان يتحول معه من القوة إلى الفعل كما ذهبت إلى الفلاسفة ، الذين عرَّفوا العقل بتلك القدرة التي يقدر بها الإنسان على استخراج النظريات من الضروريات كاستحالة اجتماع النقيضين ، وأن كل متغير حادث . وعند استخراج النظريات من هذه الضروريات يكون الإنسان قد وصل إلى حد العقل ، وهو