وأبو بكر لمّا صعد المنبر جاء الحسن والحسين وجماعة من بني هاشم وغيرهم وأنكروا عليه وقال له الحسن والحسين ( ع ) : هذا مقام جدّنا ولست أهلاً له ( 1 ) . وأبو بكر لما حضرته الوفاة ، قال : يا ليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه ، وليتني كنت سألت رسول الله ( ص ) : هل للأنصار في هذا الأمر حق ؟ وقال : ليتني في ظلة بني ساعدة ضربت على يد أحد الرجلين ، وكان هو الأمير وأنا الوزير ( 2 ) . وأبو بكر بكر عندكم أنه خالف رسول الله ( ص ) في الاستخلاف ، لأنه استخلف عمر بن الخطاب ولم يكن النبي ( ص ) ولاه قط عملاً إلاغزوة خيبر فرجع منهزماً ، وولاه الصدقات فشكا العباس فعزله النبي ( ص ) : وأنكر الصحابة على أبي كر تولية عمر حتى قال طلحة : وليت عمر فظاً غليظاً . وأما عمر ، فإنه أتي إليه بإمراة زنت وهي حامل فأمر رجمها ، فقال علي ( ع ) : إن كان لك عليها سبيل فليس لك على حملها من سبيل ، فأمسك وقال : لولا علي لهلك عمر ( 3 ) . وعمر شك في موت النبي ( ص ) وقال : ما مات محمد ولا يموت حتى تلا عليه أبو بكر الآية ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ( 4 ) فقال : صدقت ، وقال : كأني لم أسمعها ( 5 ) .
1 - نهج الحق ص 272 ، أسد الغابة ج 2 ص 14 ، الصواعق المحرقة ص 175 ، ط المحمدية وص 105 ط الميمنية بمصر . 2 - الإمامة والسياسة : ج 1 ص 1 ، مروج الذهب ج 2 ص 301 - 302 ، نهج الحق ص 265 . 3 - تقدمت تخريجاته . 4 - سورة الزمر : الآية 3 . 5 - تاريخ الخميس ج 2 ص 167 ، صحيح البخاري ج 6 ص 17 ، وقد تقدم الحديث مع تخريجاته .