وأبو بكر لم يولّه رسول الله ( ص ) عملاً في زمانه قط إلا سورة براءة ، وحين ما خرج أمر الله تعالى رسوله بعزله وأعطاها علياً ( 1 ) . وأبو بكر لم يكن عالماً بالأحكام الشرعية ، حتى قطع يسار السارق ، وأحرق بالنار الفجاءة السلمي التيمي ( 2 ) ، وقد قال رسول الله ( ص ) : ( لا يعذّب بالنار إلا رب النار ) ( 3 ) . ولما سئل عن الكلالة لم يعرف ما يقول فيها فقال : أقول برأيي فإن كان صواباً فمن الله وإن الله وإن كان خطأ فمن الشيطان . وسألته جّدة عن ميراثها ، فقال : لا أجد لك في كتاب الله شيئاً ولا في سنة محمد ، ارجعي حتى أسأل فأخبره المغيرة بن شعبة أن النبي ( ص ) أعطاها السدس وكان يستفتي الصحابة في كثير من الأحكام . وأبو بكر لم ينكر على خالد بن الوليد في قتل مالك بن نويرة ، ولا في تزويج امرأته ليلة قتله من غير عدة . وأبو بكر بعث على بيت أمير المؤمنين ( ع ) لما امتنع من البيعة فأضرم فيه النار ( 4 ) وفيه فاطمة ( ع ) وجماعة من بني هاشم وغيرهم فأنكروا عليه .
1 - تقدمت تخريجاته . . 2 - راجع : الإمامة والسياسة ج 1 ص 14 . 3 - شرح السنة للبغوي ج 12 ص 198 ، مجمع الزوائد ج 6 ص 251 ، كشف الأستار ج 2 ص 211 ح 1538 . 4 - الإمامة والسياسة ج 1 ص 191 ، نهج الحق ص 27 ، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 56 : فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، فخرج إليه الزبير بالسيف ، وخرجت فاطمة ( ع ) تبكي وتصبح ، فنهنهت من الناس إلخ وروى ذلك عن أبي بكر الجوهري .