وهذا الإمام البغوي محيي سن الدين ، وهو من أعاظم محدثيكم ومفسريكم ، وقد روى في تفسيره المسمى بمعالم التنزيل عند قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 1 ) عن علي ( ع ) أنه قال : لما نزلت هذه الآية أمرني رسول الله ( ص ) أن أجمع له بني عبد المطلب فجمعتهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون ، فقال لهم بعد أن أضافهم رجل شاة وعسّ من لبن شبعاً وريّا وإن كان أحدهم ليأكله ويشربه : يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني عليه ، ويكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ؟ فلم يجبه أحد . قال علي : فقمت إليه ، وقلت : أنا أجيبك يا رسول الله . فقال لي : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب ، قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ( 2 ) . وهذه الرواية قد رواها أيضاً إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده ( 3 ) ومحمد بن إسحاق الطبري في تاريخه ( 4 ) والخركوشي أيضاً رواها ، فإن كانت كذباً فقد شهدتم على أئمتكم بأنهم يروون الكذب على الله ورسوله ، والله تعالى يقول : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) ( 5 ) ( الذين يفترون على الله الكذب ) ( 6 ) ، وقال الله تعالى في كتابه : ( فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ( 7 ) .
1 - سورة الشعراء : الآية 214 . 2 - معالم التنزيل للبغوي ج 3 ص 400 . 3 - مسند أحمد ج 1 ص 159 . 4 - تاريخ الطبري ج 2 ص 319 - 321 . 5 - سورة هود : الآية 18 . 6 - سورة يونس : الآية 69 و 96 ، وسورة النحل : الآية 116 . 7 - سورة آل عمران : الآية 61 .