على الإنسان ) ( 1 ) وتصدق بخاتمه في الركوع فنزلت الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ( 2 ) ، وتصدق بأربعة دراهم فأنزل الله فيه الآية ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية ) ( 3 ) وتصدّق بعشرة دراهم يوم النجوى ( 4 ) فخفف الله سبحانه عن سائر الأمة بها ، وهو الذي كان يستسقي للنخل بيده ويتصدق بأجرته ، وفيه قال عدوه معاوية بن أبي سفيان لمحجن الضبي لما قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك كيف قلت ؟ تقول له أبخل الناس ولو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من بتن لأنفق تبره قبل تبنه ( 5 ) ، وهو الذي يقول : يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ، بي تعرضت أم لي تشوقت ، هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها ( 6 ) ، وهو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش وفدى النبي ( ص ) حتى نزل في حقه ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) ( 7 ) . قال يوحنا : قلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم ، وقالوا : صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كبتنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة الله ورسوله وعنايتهما أمر وراء هذا كله ، فعسى الله أن يكون له عناية بأبي بكر أكثر من علي فيفصله عليه .
1 - سورة الإنسان : الآية 1 ، تقدمت تخريجاته . 2 - سورة المائدة : الآية 55 . 3 - سورة البقرة : الآية 274 . 4 - تقدمت تخريجاته . 5 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 22 . 6 - نهج البلاغة صبحي الصالح ص 480 - 481 ، قصار الحكم 77 . 7 - سورة البقرة : الآية 207 ، تقدمت تخريجات نزولها .