موازينها السياسية ومصالحها ، فالفقيه الذي لا يتعارض مع سياستها هو الفقيه الذي يجب على المسلمين تقليده والاقتداء به . ( 3 ) الإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع . ولد سنة 150 ه وقيل في اليوم الذي مات به أبو حنيفة . واختلف في مكان ولادته بين غزة وعسقلان واليمن وقول شاذ متروك بمكة ، وتوفي في مصر سنة 204 ه - . هاجر مع أمه وهو صغير إلى مكة ، وفيها التحق بالكتاب فحفظ القرآن الكريم ، وتعلم الكتابة وبعدها خرج إلى البادية ولازم هذيلاً 20 سنة على ما حدّث به ابن كثير في البداية والنهاية وسبع عشرة سنة كما حدث هو عن نفسه في معجم البلدان ، فاكتسب فصاحة هذيل وفي طوال هذه المدة لم يكن للشافعي توجه علمي وفقهي حيث لم يتوجه إليه إلا في العقد الثالث من عمره ، وإذا كان بقاؤه في البادية 20 سنة فيكون طلبه للفقه في العقد الرابع ، أي بعد أن تجاوز الثلاثين سنة . تتلمذ الشافعي على شيوخ من مكة والمدينة واليمن وبغداد ، وأول من تلقى الشافعي منه العلم هو مسلم بن خالد المخزومي المعروف بالزنجي ، وكان ممن لا يُعتمد عليه في الحديث ، فقد ضعّفه وطعن فيه من الحفّاظ ، كأبي داود وأبي حاتم ، والنسائي ( 1 ) . ثم درس على سعيد بن سالم القدّاح ، وقد أُتهم بأنه من المرجئة ، وأخذ عن سفيان ب عيينة تلميذ الإمام الصادق ( ع ) ، وهو أحد أصحاب المذاهب البائدة ، كما أخذ من مالك بن أنس في المدينة . . وآخرين ، وقد ذكر ابن