وتكلم في مالك إبراهيم بن سعد ، وكان يدعو عليه ، وكذلك تكلم فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن أبي يحيى ، ومحمد بن اسحق الواقدي ، وابن أبي الزناد ، وعابوا أشياء من مذهبه . وقال سلمة بن سليمان لابن المبارك : وضعت شيئاً في رأي أبي حنيفة ولم تضع في رأي مالك ؟ قال : لم أره عالماً ( 1 ) . وقال ابن عبد البر في مالك : أنهم عابوا أشياء من مذهبه ، وعن عبد الله بن إدريس قال : قدم علينا محمد بن إسحاق فذكرنا له شيئاً عن مالك ، فقال : هاتوا عمله ، وقال يحيى بن صالح : قال لي ابن أكثم : قد رأيت مالكاً وسمعت منه ورافقت محمد بن الحسن ، فأيهما كان أفقه ؟ فقلت : محمد بن الحسن فيما يأخذه لنفسه أفقه من مالك ( 2 ) . وكان أبو محمد بن أبي حاتم يقول : عن أبي زرعة عن يحيى بن بكير أنه قال : الليث أفقه من مالك ، إلا أنه كانت الحظوة لمالك ( 3 ) . وقال أحمد بن حنبل : كان ابن أبي ذؤيب يشبه سعيد بن المسيب ، وكان أفضل من مالك إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال منه ( 4 ) . ومن كل هذه الأقوال يمكننا القول : بأنه ليس هناك أفضلية بمالك على غيره من العلماء ، وليست له ميزة تؤهله للمرجعية الفقهية ، ولكن السياسة لا تنظر للمؤهلات الموضوعية ، فلها ميزانها الخاص الذي تقيم به على أساس
1 - المصدر السابق . 2 - الخطيب البغدادي ج 2 ص 175 . 3 - الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 1 ص 498 . 4 - تذكرة الحفّاظ ج 1 ص 176 .