فهو يكفِّر جميع المسلمين ما عدا الحنابلة ، وعكسه الشيخ أبو بكر المغربي - الواعظ في جوامع بغداد - ذهب إلى تكفير الحنابلة أجمع ( 1 ) . وغيرها من الحوادث التي يدمى لها القلب ، فقد بلغ بهم التعصب إلى قتل العلماء والفقهاء غدراً بالسم . وهذا الفقيه - أبو منصور - المتوفي سنة 567 ه قتله الحنابلة بالسم تعصباً عليه ، قال ابن الجوزي : إن الحنابلة دسوا إليه امرأة جاءت إليه بصحن حلاوة ، وقالت : هذا يا سيدي من غزلي ، فأكل هو وامرأته وولده وولدٌ له صغير فأصبحوا موتى ، وكان من علماء الشافعية المبرزين ( 2 ) . وكثير من أمثالهم من العلماء الذين قتلوا بسيف التعصب . وهكذا تعصب كل أناس لأئمتهم إلى درجة أنهم وضعوا في فضلهم أحاديث ونسبوها إلى رسول الله كذباً وزوراً ، فأخرجتهم عن حدود المعقول والاتزان وذلك مثل ما نسبوه لرسول الله ( ص ) : ( آن آدم افتخر بي وأنا أفتخر برجل من آمتي اسمه النعمان ، وصورة أخرى : الأنبياء يفتخرون بي ، وأنا أفتخر بأبي حنيفة من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ) ( 3 ) ، وقد أخذهم الغلو في أبي حنيفة إلى أن ذكروا في فضائله ( الله خصّ أبا حنيفة بالشريعة والكرامة ، ومن كرامته أن الخضر ( ع ) كان يجيء إليه كل يوم وقت الصبح . ويتعلم منه أحكام الشريعة إلى خمس سنين ، فلما توفي أبو حنيفة دعا الخضر ربه فقال : يا رب إن كان لي عندك منزلة فأذن لأبي حنيفة حتى يعلمني من القبر على عادته حتى أعلم الناس شريعة محمد على الكمال ليحصل لي الطريق ، فأجابه ربه إلى ذلك . وتمت للخضر
1 - راجع شذرات الذهب ج 3 ص 252 . 2 - طبقات الشافعية ج 4 ص 184 . 3 - الياقوت في الوعظ ، لأبي فرج على بن الجوزي ص 48 .