( 2 ) سفيان بن عيينة : عالم وفقيه ثابت أخذ العلم عن الصادق ( ع ) ، والزهري وابن دينار وغيرهم . وقال الشافعي في حقه ما رأيت أحداً فيه من آلة الفتيا ما في سفيان وما رأيت أكفأ منه على الفتيا ، وله مذهب يُعمل به انقرض في القرن الرابع . ( 3 ) الأوزاعي : لقد كان الأوزاعي من العلماء ، وقد انتشر مذهبه في الشام ، وعمل أهلها بمذهبه مدة من الزمن ، ولقد كان الأوزاعي محترماً مقرباً من قبل السلطة ، فقد كان من المؤيدين لها ، فاتخذته لذلك رمزاً دينياً ، وعندما جاء العباسيون قربوه لمكانته من أهل الشام ، فكان المنصور يعظمه ويراسله لما عرف منه الانحراف عن آل محمد صلوات الله عليهم ، ولكن رغم ذلك فقد انقرض مذهب الأوزاعي ندما عُين محمد بن عثمان - الشافعي - قاضياً على دمشق ، فحكم بمذهب الشافعية وعمل على فرضه ونشره في الشام ، حتى تحول الشاميون إلى شوافع سنة 203 ه - . إلى غيرهم من عشرات المجتهدين أمثال : ابن جرير الطبري ، وداود ابن على الظاهري ، والليث بن سعيد والأعمش والشعبي . وآخرين . . فلماذا بقيت هذه المذاهب الأربعة وانتشرت دون غيرها ؟ ! أكان أئمتها أعلم الناس في عهدهم ؟ ! أم اجتمع عليهم رضا الناس فجعلوهم أئمتهم ؟ ! كل هذا لم يكن متوفراً للمذاهب الأربعة ، فناهيك عن التاريخ الذي يثبت وجود علماء كانوا أعلم منهم ، فالعقل وحده يحكم بانتفاء هذا الشرط لأن تحديد الأعلمية من الصعوبة بمكان ، كما أن انتشار هذه المذاهب واشتهار أئمتها لم يكن في ظروف وأجواء تحكمها الحرية والنزاهة العلمية ، بل يظهر للمتتبع لتاريخها أنها فرضت على المسلمين في حين غرة من أمرهم ، أما