الأئمة الأربعة مخالف للدين والعقل السليم إلا أنه كانت له الغلبة لتأييد السلطات لهذا الرأي الذي يضمن لها مصالحها . يقول الأستاذ عبد المتعال الصعيدي : ( وإني أستطيع أن أحكم بعد هذا بأن منع الاجتهاد قد حصل بطرق ظالمة ، وبوسائل القهر والإغراء بالمال ، ولا شك أن هذه الوسائل لو قُدرت لغير المذاهب الأربعة - التي نقلدها اليوم - لبقي جمهور يقلدها أيضاً ولكانت الآن مقبولة عند من ينكرها ، فنحن إذا في حل من التقيد بهذه المذاهب الأربعة التي فُرضت علينا بتلك الوسائل الفاسدة وفي حل من العود إلى الاجتهاد في أحكام ديننا ، لأنه منعه لم يكن إلا بطريق القهر ، والإسلام لا يرضى بما يحصل بطريق الرضا والشورى بين المسلمين . كما قال تعالى : [ وأمرهم شورى بينهم ] ( 1 ) . هذه هي الحقيقة المُرة التي يصل لها الباحث المنصف في تاريخ المذاهب الأربعة فبأي حق فُرض على المسلمين التعبد بأحدهم ، وبأي دليل مُنع العلماء من الاجتهاد ولماذا اختير هؤلاء الأربعة دون غيرهم ؟ ! مع وجود علماء أكثر منهم علماً وفضلاً . مثل . ( 1 ) سفيان الثوري : ولد سنة 65 ه - ، وله مذهب خاص ولكن لم يطل العمل به لقلة أتباعه ، وعدم مؤازرة السلطة له . وهو أحد تلاميذ الإمام الصادق ( ع ) ، وخريج مدرسته ، ويعتبر من الفقهاء الذين تُشدّ لهم الرحال في طلب العلم ، وقد روى عنه عشرون ألفاً . وأراد المنصور قتله فلم يتمكن وهرب حتى توفى متوارياً منه سنة 161 ه فبقي مذهبه معمولاً به إلى القرن الرابع .