المذاهب الأربعة تحت المجهر لقد انعكست آثار السقيفة وتحويل الخلافة عن أهل البيت في كل المجالات والأصعدة فأثرت سلبياً في التاريخ وعلم الحديث . وغيرها من العلوم وظهرت آثارها الواضحة على الفقه الإسلامي ، فتعددت المدارس الفقهية ، وتباينت عن بعضها . وقد نقل التاريخ تعصب كل جماعة لمدرستهم الفقهية وما حصل بينهم من مشادات ونزاعات إلى درجة أن يكفر بعضهم البعض ، وكشف لنا أيضا دور السلطات الحاكمة وكيف كانت تتلاعب بدين المسلمين فالعالم الذي يوافق هواها يكون إماماً للمسلمين وتلزم الناس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتقليده والاقتداء به . وقد رست المرجعية الفقهية بعد ظروف وملابسات متعددة على أربع من مئات المجتهدين وهم : مالك ، أبو حنيفة ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، ثم حُرِّم الاجتهاد من بعدهم وأمرَ الجميع بتقليدهم ، ويرجع ذلك إلى تاريخ 645 ه عندما رأت السلطات الحاكمة أن مصلحتها تتطلب حصر الاجتهاد في المشايخ الأربعة ، وقد تعصب مجموعة من العلماء فهذه الفكرة وأعلنوا تأيدهم لها ، واعتبرت مجموعة أخرى أن هذا التصرف ما هو إلا كبت للحرية ومصادرةً للقدرات ، وقد ألف ابن القيم فصلاً طويلاً في - إعلام الموقعين - استقصى فيه أدلة القائلين بوجوب سد باب الاجتهاد وعطلها بالأدلة القوية ، ورغم أن الرأي الذي يقول بوجوب الوقوف على اجتهادات