فأنزل الله عز وجل : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج ) ( 1 ) . . وبعد الفراغ من الدرس لحق به أحد أصدقائي ، وقال له : إنما قلته هو كلام الشيعة ، توقف الأستاذ العميد هنيهة ثم نظر إلى هذا المعترض وقال له : ادع لي ( معتصماً ) إلى مكتب الإدارة . . ! استغربت هذا الطلب ، وتهيبت لقاء الأستاذ العميد ، ولكني حزمت أمري وذهبت إليه ، وقبل أن أجلس ، قال : يقولون أنك شيعي ! . قلت : أنا مجرد باحث . قال : إن البحث جميل ولا بد منه . أخذ العميد يذكر لي بعض الشبهات عن الشيعة التي كثيراً ما كانت تُرَدَّدُ وقد أعانني الله على الرد عليها بأقوى الأدلة والبراهين ، حيث انطلقت في الحديث بأكثر ما كنت أتوقع ، وقبل ختام حديثنا أوصاني بكتاب المراجعات ، وقال : إنه من الكتب الجيدة في هذا المجال . وبعد قراءتي لكتاب المراجعات ومعالم المدرستين وبعض الكتب الأخرى ، اتضح لي الحق وانكشف الباطل ، لما في هذين السفرين من أدلة واضحة وبراهين ساطعة بأحقية مذهب أهل البيت . وازدادت قوتي في النقاش والبحث ، حتى كشف الله نور الحق في قلبي ، وأعلنت تشيعي . . . ومن ثم بدأت مرحلة جديدة من الصراع ، فلم يجد الذين عجزوا عن النقاش طريقاً ، غير السخرية والسب والشتم والتهديد والافتراء . . وغير ذلك من أساليب الجهل فاحتسبت أمري عند الله ، وصبرت على ما جرى ، رغم أن الضربات قد وجّهت لي من أعز أصدقائي الذي حرّموا الأكل والنوم معي تحت سقف واحد .