يوم عن الإجابة فيعتذر بعدم البحث . . وتابعت معه بهذه الطريقة حتى أحس مني المضايقة . قال لي : كلها صحيحة . قلت : إنها واضحة في أتباع أهل البيت . . لم يجب وذهب مسرعاً على المكتب . كان هذا التصرف صدمة بالنسبة لي ، مما جعلني أشعر بصدق مقالة الشيعة . ولكني أحببت التريث وعدم العجلة في الحكم . ومن غريب الصدفة ، أن عميد الكلية وهو الأستاذ علوان ، كان يدّرسنا التفسير فقال يوماً في تفسير قوله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع ) : إن رسول الله ( ص ) لما كان في غدير خم ، نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي ( ع ) فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، فشاع ذلك في أقطار البلاد وبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري فأتى رسول الله ( ص ) على ناقته فأناخ راحلته ونزل عنها ، وقال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقبلناه , أمرتنا أن نصوم رمضان فقبلناه وأمرتنا بالحج فقبلناه ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله ؟ فقال النبي ( ص : والله الذي لا إله إلا هو ، إن هذا من الله عز وجل ، فولى الحادث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر سقط على هامته وخرج من دبره .