اختلجوا دوني ، فلأقولن : أي رب أصحابي ، فليقالن لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) . وروى البخاري - أيضاُ - : ( إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردن علي أقوام ، أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما حدثوا بعدك ، فأقول : سُحقاً لمن غيري بعدي ) . ولولا الخوف من الخروج عن الموضوع ، لوسعت في هذا المقام . فيا إحسان ، إذا امتدت يدك لتحرف ما جاء في أحاديث الشيعة ، فإنك لا تستطيع أن تحرِّف ما جاء في صحاحكم . ( 3 ) أورد في ص 66 ، من نفس الكتاب ، حديثاً للإمام علي ( ع ) من نهج البلاغة وإليك ما نقل : ( دعوني ، والتمسوا غيري ، فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) . وعندما رجع إلى مصدر النص ، وجدت مكره وحيلته ، حيث أخذ أول الكلام وآخره وترك ما بينهما ، فتغير بذلك المعنى ، وإليك تمام النص . قال عندما أراده الناس على البيعة ، بعد قتل عثمان : ( دعوني والتمسوا غيري ، فإذا مستقبلون أمراً له وجوه ، وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ، وإن الآفاق قد أغامت . والمحجة قد تنكرت ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) ( 1 ) .