ضاق زملائي بي ذرعاً ، طلبوا مني أن أناقش دكتوراً كان يدرسنا الفقه ، قلت : لام انع لدي ، ولكن هناك حواجز بيني وبينه تمنعني من الحرية في الكلام ، فلم يقتنعوا بهذا ، وقالوا : بيننا وبينك الأستاذ ، فإذا أقنعته فنحن معك . . ! قلت : ليست المسألة هي الاقناع ، وإنما هي الدليل والبرهان ، والبحث عن الحق . . وفي أول درس للفقه بدأت النقاش معه بصورة أسئلة متعددة . . فوجدته لا يخالفني كثيراً بل العكس كان يؤكد على حب أهل البيت ( ع ) ولزوم أتباعهم وذكر فضائلهم . . وبعد أيام متعددة طلب مني أن آتيه في مكتبه في مقر الجامعة ، وبعد الذهاب إليه قدم لي كتاباً من عدة أجزاء وهو ( صحيح الكافي ) من أوثق مصادر الحديث عند الشيعة . وطلب مني عدم التفريط في هذا الكتاب لأنه تراث أهل البيت . . لم أتكلم من شدة المفاجأة . . أخذت الكتاب وشكرته على ذلك ، وكنت اسمع بهذا الكتاب ولم أراه ، مما جعلني أشك في تشيع هذا الدكتور ، مع معرفتي أنه مالكي ، وبعد السؤال والاستفسار اتضح لي أنه صوفي متعلق بحب أهل البيت ( ع ) . وعندما شعر زملائي بهذا التوافق بيني وبين الأستاذ ، طلبوا مني مناقشة أستاذ آخر كان يدّرسنا مادة الحديث ، وكان رجلاً متديناً كثير التواضع طيب الأخلاق ، وكنت أحبه كثيراً ، فاستجبت لطلبهم ، وبدأت بيننا نقاشات متعددة ، وكنت أسأله عن صحة بعض الأحاديث فكان يؤكد صحتها ، وبعد مدة من الزمن شعرت منه النفور وعدم الارتياح من نقاشي وقد أحس بذلك زملائي ، ففكرت أن أفضل وسيلة لمواصلة النقاش ، هي الكتابة ، فكتبت له مجموعة من الأحاديث والروايات التي تدل بصراحة على وجوب أتباع مذهب أهل البيت ( ع ) ، وطلبت منه البحث في صحتها ، وكنت أسأله كل