ومن هذا ومن غيره من آلاف الأحاديث يتضح أن رسول الله ( ص ) نصب علياً خليفة وإماماً على الخلق ، ولكن هذا الأمر لم يكن محل رضى من المسلمين ، فما خرج رسول الله ( ص ) من هذه الدنيا حتى انقلبوا عليه وغصبوا منه حقه ، ولم يثبت منهم إلا القليل كما قال تعالى في ذيل آية الانقلاب ( وسيجزي الله الشاكرين ) فيتضح منها : أولاً : هؤلاء قلة بدلالة . آ - انقلبتم التي تفيد العموم والغالبية . ب - ( وقليل من عبادي الشكور . ثانياً : هذا الشكر قبال الكفر وهو الانقلاب ( فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) وهذا السبيل معروف بدلالة : آ - هدايته إلى هذا السبيل ( إنا هديناه السبيل ) . ب - الانقلاب عليه لأن الآية التي سبقت تقول ( وسيجزي الله الشاكرين ) أي الذين اتبعوا بمفهوم هذه الآية السبيل ، ويكون غيرهم كافرين لأنهم انقلبوا على السبيل . ج - ألف ولام التعريف . وهذا السبيل موضع بلاء ونعمة في نفس الوقت ، بلاء يبتلى به الناس ونعمة لم سلكه ، ولأن الذي يُشكر هو النعمة ، وعادة يكون الانقلاب الذي يساوي الكفر هو الانقلاب على النعمة أي الكفر بها ، ولما كانت ولاية علي نعمة ( وأتممت عليكم نعمتي ) ( 1 ) وقع عليها الانقلاب ولم يسلم إلا القليل ، وما يؤكد ذلك حديث رسول الله ( ص ) قال : ( بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خر رجل من بيني وبينهم فقال لهم ، فقلت : إلى
1 - كما تقدم إثبات أنها نزلت بعد تولية علي ( ع ) في غدير خم .