ظاهر الآية ، ولو أراد بالخطاب فقط لقال ( أظهرتم انقلابكم ) بل ذات الانقلاب ووقوعه بحدث عند الوفاة مباشرة . ولمعرفة ماهية هذا الانقلاب فعند التحليل والاستنتاج لا بد من مراعاة جميع هذه العناصر ، وينبغي تكون النتيجة متوافقة معا تماماً وإلا فليست هي . لقد كان رسول الله حاكماً وبعد وفاته حدث الانقلاب . . وبدورنا نسأل : بعد وفاة الحاكم ، على ماذا يقع الانقلاب عادة ؟ ! ما هو المورد الذي كان يمثل فيه رسول الله ( ص ) وسلم صمام الأمان للأمة من الخلاف بحيث لو لم يكن الرسول ( ص ) موجوداً لتفجر هذا النزاع والخلاف ؟ وهل تطرق القرآن لهذا ؟ القرآن لم يتطرق بشكل صريح لأمر كان عظيماً على الناس لم يقبله الكثيرون ، وتخوف الرسول على أمته من تبليغهم إياه ، ولكن كان أمر الله ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ) . وبإلقاء نظرة سريعة ومختصرة على الآية نستكشف : 1 - إن هذا الأمر الواجب تبليغه به يوازي تبليغ الرسالة ، فإذا لم يبلغه فكأنما لم يبلغ الرسالة ، وبالتالي فإن الكفر به كفر بالرسالة وإن الانقلاب عليه انقلاب من الرسالة . 2 - إن هذا الأمر هو مرت خلاف عظيم بين الناس ، بل إن الرسول خاف على نفسه من الناس ولذا طمأنه الله تعالى ( والله يعصمك من الناس ) . 3 - هذا الأمر هو تمام الرسالة لأن مفهوم الآية إنه إذا بلغ هذا الأمر فقد بلّغ الرسالة وأكملها ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي