ب - الانقلاب دلالة على وجود أصل وقع عليه الانقلاب ، أصل معروف لدى جميع المنقلبين عليه ولو لم يكن المنقلبون يعرفون ذلك الأصل لما قيل لهم ( انقلبتم على أعقابكم ) بل وإن ما وقع عليه الانقلاب كان ملتزماً به لفترة حتى كان الانقلاب . ج - إن لهذا الأمر صلة وعلاقة مباشرة باله والرسول ( ص ) وعليهما انقلبوا . د - إن شرر هذا الانقلاب يرجع على المنقلبين في الدنيا والآخرة ( وسيجزي الله الشاكرين ) ( فلن يضر الله شيئاً ) ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) ثم بين الله أن هذا الشكر مردود نفعه إلى ذات العبد وكذا يفهم منه أن عدم الشكر سيرجع بالضرر على العبد ذاته . ه - إن هذا الانقلاب مرتبط بسنن الأولين فعلى ما انقلب عليه الأولون انقلب الآخرون . و - لم يقل تعالى وسيجزي المؤمنين والمسلمين ، بل قال ( وسيجزي الله الشاكرين ) مما يوحي بن غير المنقلبين هم القلة ( وقليل من عبادي الشكور ) . ويؤيده قوله ( انقلبتم ) الذي يفيد العموم والكثرة ولو كان المنقلبون قلة لقال ( انقلب بعضكم ) ولما صح توبيخ الأكثرية . ز - إن هذا الانقلاب متحقق وحادث لا محالة بدلالة جواب الشرط الذي يفيد التحقق عند تحقق الشرط ، واستخدام صيغة الماضي ( انقلبتم ) التي تفيد التحقق لا محالة . ح - إن الخطاب خاص بالمسلمين ومتوجه إليهم ، ولم يُرِدِ الكافرين إذ هم منقلبون في الأصل ، كما يَرِدْ بخصوص المنافقين فقط إذ هو خلاف