دار الأمر بين استخدام اللفظ على نحو الحقيقة أو المجاز فإننا نتمسك بأصالة الحقيقة ، وفي موردنا استخدام ( هم ) على نحو الحقيقة يرجع على ( تلك الرسل ) ومن بينهم رسول الله ( ص ) بدلالة قوله تعالى قبل هذه الآية ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ) ومن ثم استطرد الباري مخاطباً ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) . ثم إن تطابق السنن تدل عليها كثير من الروايات المشهورة الصحيحة المجمع عليها عند المسلمين كقوله ( ص ) : ( ستتبعون سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة وطبق النعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وقوله ( ص ) ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) وكقوله : ( افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة اثنان وسبعون في النار وواحدة ناجية ) . بل وتدل عليه كثير من الآيات كقوله تعالى : ( فهل ينظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ) وكقوله تعالى ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه فمن الحق بإذنه ) ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمناً وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين ) . وإن لأكبر دلالة على تطابق السنن هو واقع الأصحاب بعد موت رسول الله ( ص ) حيث كفّر بعضهم بعضاً وفسّق كل