responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 160


ولأول وهلة في الإجابة على هذا السؤال ، كما ذهب إليه بعض المفسرين ، إ ، ما أراد الله أن يفت المسلمين على حقيقة وهي أن محمداً ( ص ) غير مخلد ، بل هو ماض وميت ، شأنه شأن بقية الرسل الذين مضوا وماتوا .
هذا المعنى ظاهر ولكنه ليس الوحيد ، إذ لو كان مراده تثبيت صفة الموت له فقط لقال وما محمد إلا بشر قد خلت من قبله البشر ، للتأكيد على الطابع البشري من الفناء وعدم الخلود ، فناك معان أبعد وأعمق من هذا استدعت أن تقدم صفة الرسالة وتؤكد عليها ، وذلك .
أولاً : فكما أن الدين لم يكن معلقاً على حياة الرسول السابقين ، كذلك فهو غير معلق على حياة الرسول ( ص ) ، فكما مات الأنبياء السابقون واستمر الدين بعدهم ، فكذا رسول الله ( ص ) عندما سيموت أو يقتل سيستمر الدين من بعده .
ثانياً : وهو أعمقها غوراً وأثقبها نظرة وأشملها معنى هو التأكيد على حقيقة تطابق السنن بين الأمم بعد موت رسلها فما حدث لتلك الأمم سيحدث لهذه الأمة حذر القذة بالقذة وطبق النعل بالنعل ، يؤكد هذه الحقيقة القرآن والسنة والواقع ، أما من القرآن فقوله تعالى : ( وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البنات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) فضمير ( هم ) راجع على ( الرسل ) ولو أراد به عيسى ( ع ) فقط لقال من بعده ، ولا يقال أنه أراد به وعيسى ( ع ) على سبيل التفخيم ، لأن موقع الضمير ( هم ) في ( من بعدهم مخل بالبلاغة والفصاحة أن قصد به التفخيم ثم على القول بالعدم ، فإنا نقول هذا

160

نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : الشيخ معتصم سيد احمد    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست