( فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا علياً ) . ( قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت : ابسط يدك لأبايعك ، فلما ذهبا ليبايعاه ، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحُباب بن النذر : يا بشير بن سعد عَققَت عقاق ! أنفست على ابن عمّك الإمارة ؟ فقال : لا والله ، ولكني كرهت أن أنازع قوماً حقاً جعله الله لهم ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعوا إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض - وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء - : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبدأ ، فقوموا فبايعوا أبا بكر . فقاموا إليه فبايعوه ، فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا اجتمعوا له من أمر . . . فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطأون سعد بن عبادة . فقال أنسا من أصحاب سعد : اتقوا سعداً لا تطأوه . فقال عمر : اقتلوه ، قتله الله . ثم قام على رأسه فقال لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ قيس ابن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفيك واضحة . فقال أبو بكر : مهلاً ، يا عمر ! الرفق ها هنا أبلغ . فأعرض عنه عمر . وقال سعد : أما والله ، ولو أن بي قوة ، أقوى بها على النهوض لأسمعت مني في أقطارها وسككها زئيراً يحجرك وأصحابك ، أما والله إذاً لأ لحلقنك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع . احملوني من هذا المكان ، فحملوه فأدخلوه في داره .