الظاهرة والسلطان المبين ، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة ؟ ! فقام الحباب بن المنذر وقال : يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور ، فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به ، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب . أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة . قال عمر : إذاً يقتلك الله . قال : بل إياك يقتل . فقال أبو عبيدة : يا معشر الأنصار ، إنكم كنتم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدّل وغير . فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو النعمان بن بشير فقال : يا معشر الأنصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ، ما أردنا به إلا رضا ربنا وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضاً فإن الله ولي النعمة وأولي ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبداً فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم . فقال أبو بكر : هذا عمر ، وهذا أبو عبيدة ، فأيهما شئتم فبايعوا . فقالا : والله لا نتولى هذا الأمر عليك . . الخ وقام عبد الرحمن بن عوف ، وتكلم فقال : يا معشر الأنصار إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي ، وقام المنذر ابن الأرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد - يعني علي بن أبي طالب ( ع ) .