معاشر الناس : سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ، وإن الله وأنا بريئان منهم ، إنهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ، وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً فعندها يفرع لكم أيها الثقلان ويرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) . لا تحتاج هذه الخطبة إلى شرح وتوضيح ، فعلى العافل أن يتدبر . فالدلالة واضحة من هذه الخطبة في وجوب اتباع الإمام علي ( ع ) وفيها الرد الكافي على من يقول أن المقصود من ( الوالي ) هو الناصر أو المحب ، لأن القرائن المقامية تمنع ذلك فلا يعقل أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يحتجز كل هذه الجموع الهائلة في شدة الشمس ، حتى يقول لهم الرسول هذا علي فأحبوه وانصروه ، أي عاقل يرتأي هذا المعنى ؟ وإنه بذلك ، يتهم رسول الله ( ص ) بالعبثية ، كما أن المقال يؤكد ذلك . فقول الرسول ( ص ) : ( إن علي بن أبي طالب ، أخي ووصيي ، وخليفتي والإمام بعدي ) وقوله ( ص ) : ( فإن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً وفرض طاعته على كل أحد . . ) . فأمر الولاية ليست بالأمر البسيط ، فالإسلام كله يتوقف عليه . أليس الإسلام هو التسليم ؟ ! فالذي لا يسلم بالقيادة الإلهية ينصاع إليها في كل أوامرها ، هل يحق لنا أن نسميه مسلماً ؟ ! . بالطبع لا . وإلا يكون في ذلك التناقض بعينه ، فاتباع القيادات المزيفة والتسليم لها جعله القرآن في عداد الشرك . قال تعالى : ( . . اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله . . ) ( 1 ) فإنهم لهم يجعلوهم أصناماً وإنما أحلوا لهم ما حرم الله وحرموا لهم ما أحل الله فاتبعوهم ، كذلك الذي يتمرد على القيادة الإلهية يُعد مشركاً لا محال .