دلالة الآية ( إنما وليكم الله . . . ) على ولاية أمير المؤمنين . وبعدما ثبت في البحث الأول أن الآية نزلت في الإمام علي ( ع ) ، فيكون معناها ( إنما وليكم الله ورسوله وعلي بن أبي طالب ) . . ولا يستشكل أحد ، كيف خاطب الله الفرد بصيغة الجمع ؟ ! لأنه أمر جائز في لغة العرب ، فيكون الجمع في هذه الآية التعظيم ، والشواهد على ذلك كثيرة . كقوله تعالى : ( الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) فالقائل هو حي بن أخطب وكقوله تعالى : ( ومنهم الذي يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) التوبة 61 . وهذه الآية نزلت في رجل من المنافقين إما في الجلاس بن سيويله أو نبتل بن الحرث أو عتاب بن قشيرة ، تفسير الطبري ج 8 ص 198 . وبعد ذلك يتعين البحث عن معنى الولي . تتمسك الشيعة بأن الولي - في هذه الولاية - بمعنى الأولى بالتصرف . . فتقول : ولي أمر المسلمين أو ولي أمر السلطان ، يعني الأولى بالتصرف في أمورهم . ولذلك قالت الشيعة بوجوب اتباع أمير المؤمنين علي ( ع ) لكونه أولى بالتصرف في أمور المسلمين ، والذي يجل على ذلك هو أن الله تعالى نفى أن يكون لنا وليٌ غيره تعالى وغير رسوله وغير ( الذي آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) بلفظة [ إنما ] ، ولو كان المقصود الموالاة في الدين ، ما خُصّ بها المذكورون ، لأن الموالاة في الدين عامة المؤمنين جميعاً . قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) فالتخصيص يدل على أن نوع الولاية يختلف عن ولاية المؤمنين لبعضهم البعض ، فلا يكون المراد من ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة . . ) مجمل ومطلق المؤمنين ، وإنما تكون خاصة بعلي ( ع ) بدليل [ إنما ] التي تفيد التخصيص