قلت : قبل ذلك نرى ماذا قال رسول الله ( ص ) في علي ( ع ) ، فقد روى البخاري في صحيحه أن رسول الله ( ص ) قال لعلي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) ( 1 ) . فيظهر من ذلك أن كل ما لهارون لعلي ( ع ) ، فله الإمامة والخلافة والوزارة وغير ذلك إلا النبوة ، كما كان لهارون . فاستنفروا جميعاً : من أين لك هذا ؟ ! . . قلت : مهلاً ما هي مكانة هارون من موسى ؟ أو لم يقل موسى ( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ) . . قالوا : لم نسمع بذلك لعل الآية ليست بهذه الطريق . . ! فعرفت منهم العصبية والجدل ، قلت وأنا متحير في أمرهم : إن هذا أمرٌ واضح لم ينكره أحد . قال أحدهم : لماذا المخاصمة وهذا القرآن أمامك . . أخرج لنا الآية إن كنت صادقاً . . ! ! وهنا اضطرب حالي ، لأني كنت ناسياً تماماً في أي سورة وفي أي جزء ، وبعد برهة منا لزمن تشجعت وقلت في سري : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) وفتحت المصحف بطريقة عشوائية ، فأول ما وقع عليه بصري كانت هذه الآية ( رب اشرح لي صدري . . . واجعل لي وزيراً من أهلي ) . فخنقتني العبرة وجرت دموعي على خدي ، ولم أستطع قراءة الآية من شدة الدهشة ، فسلمتهم المصحف مفتوحاً وأشرت لهم إلى الآية ، فبهتوا جميعاً لشدة المفاجأة .
1 - البخاري ، كتاب المناقب ، وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة .