فتنفي جملة المؤمنين وهذا بالإضافة إلى الأحاديث السابقة التي ذكرت الآية في علي بن أبي طالب ( ع ) ، فالوصف الذي جاء فيها ( يؤتون الزكاة وهم راكعون ) لم ينطبق على أحد ولم يّعه أحد غير أمير المؤمنين ( ع ) ، وهو كونه أتى الزكاة وهو راكع ، لأن ( وهم راكعون ) حال ل ( يؤتون الزكاة ) والركوع هو الحركة المخصوصة ، وصرف الركوع لغير هذا المعنى الحقيقي يكون ضرباً من التأويل من غير دليل ، لأنه ليس في الآية قرينه تصرف الركوع عن معناه الحقيقي ، كما ( وهم راكعون ) لا يجوز جعله عطفاً على ما تقدم لأن الصلاة قد تقدمت . والصلاة مشتملة على الركوع فكانت إعادة ذكر الركوع تكراراً ، فوجب جعله حالاً ، وهذا بالإضافة لإجماع الأمة على أن علياً ( ع ) أتى الزكاة وهو راكع فتكون الآية مخصوصة به ، وقد نقل القوشجي - شارح التجريد - عن المفسرين أنهم أجمعوا على أن الآية أن نزلت في علي ( ع ) في حالة تصدقه بالخاتم وهو راكع ، وأيضاً نقله ابن شهرآشوب في كتاب - الفضائل - حيث قال في محكي كلامه : ( اجتمعت الأمة على أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين ( ع ) ( 1 ) ، والأحاديث التي تؤيد ذلك قد بلغت حد التواتر فقد نقل السيد هاشم البحراني في كتابه - غاية المرام - من طرق أهل السنة والجماعة أربعة وعشرين حديثاً في نزولها في علي ( ع ) ومن طرق الشيعة تسعة عشر حديثاً ) . . فتأمل . فإذا تخصصت الآية في أمير المؤمنين فلا يكون المراد من الولي ، الولاية العامة أي بمعنى النصرة والمحبة ، إنما هي ولاية من نوع خاص فتكون أقرب إلى معنى الأولى بالتصرف . وقد قال العلامة المظفر في ذلك : ( ولو سُلِّم أن المراد الناصر فحصر الناصر بالله ورسوله وعلي لا يصح إلا بلحاظ إحدى