وهذا من الفضائل التي لم يشارك بها أحد أمير المؤمنين ، فلم نجد أحداً في التاريخ ادعى إعطاء الزكاة وهو راكع ، وفي هذا حجة كافية ودلالة واضحة على أن أمير المؤمنين هو المقصود لا غير . وقد يحاول البعض التشكيك في هذه الآية ونسبتها لأمير المؤمنين متذرعاً لذلك بحجج فارغة لا معنى لها . فتجد الآلوسي مثلاً يصرف معنى الركوع إلى غير معناه الظاهر ، فيقول : المقصود منه الخشوع ، وهذا تأويل غير مقبول ، لأنه لا توجد قرينه تصرف المعنى الحقيقي الظاهر في الآية - وهو الركوع ذو الحركة المعهودة - وقد حدث لي ذات يوم ، وأنا أناقش مجموعة من زملائي في الجامعة بخصوص هذه الآية ، فبعدما أثبت لهم أنها نزلت في أمير المؤمنين ( ع ) ، استشكل أحدهم قائلاً : - إذا أثبت نزولها في علي فقد أثبت له بذلك منقصه . - قلت له : كيف ذلك ؟ - قال : إن ذلك دلالة على عدم خشوعه في الصلاة ، وإلا كيف سمع السائل وكيف أجابه ؟ والمعروف أن العباد والأتقياء لا يحسون بمن حولهم في حالة توجههم إلى الله . - قلت : كلامك لا وجه له ، بدلالة نفس الآية ، إن الصلاة لله والخضوع والخشوع له ، والله سبحانه أخبرنا بقبول هذه الصلاة بل أثبت بها إمامة وولاية لصاحبها ، ومقام المدح واضح في السياق ، فسواء كان المتصدق علياً أو غيره فالحالة سواء ، فإذا كان عندك إشكال على خشوع علي فبالأولى أن يكون على القرآن . وفي الواقع إن هذه الآية أعلى إحكاماً من تشكيكات المشككين ، فهي واضحة الدلالة في ولاية أمير المؤمنين ، مع العلم أن إثبات ولاية أمير المؤمنين من أوضح الأمور في القرآن . وكنتُ أقول هذا الكلام لبعض الأصدقاء فانبرى أحدهم قائلاً : أذكر لنا آية تبين مدعاك .