( أيها الناس إن رسول الله ( ص ) قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله ، وأنا أحق من غيري ) ( 1 ) . ولكن ماذا نقول لأناس تركوا أئمة أهل البيت وأبدلوهم بأئمة مصطنعين لم يأمر الله بطاعتهم ، قال تعالى : [ وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ] الأحزاب 67 - 68 . فما أعظم هذه الجريمة في حق الأمة الإسلامية ، التي ارتكبها حكام الأمويين بوضع هذه الأحاديث المكذوبة على رسول الله ( ص ) ، بل ما أعظم ذنب هذه الفتوى التي أفتى بها أحمد بن حنبل ، وكم هي محبطة لجيل الثورة الإسلامية الذين يرفضون الظلم والاستبداد في هذا العصر الذي اتصف بالوعي والنهضة الشاملة ، التي لا يمكن أن يقف في طريقها إيحاءات علماء البلاط واسلطة . فإن كان هناك جرماً ارتكبته مجموعة من الشباب الذين انضموا تحت رايات شيوعية وغير إسلامية ، فالجرم الأكبر ارتكبه علماء السوء . الفقه عند احمد بن حنبل : من المعروف عن أبن حنبل أنه رجل حديث ولم يكن فقيهاً ، فقد جمع أتباعه بعض آرائه المتفرقة المنسوبة له وجعلوا منها مذهباً فقهياً ، ولذلك نجد