الصالح بينهم ، بل إنه يرى أكثر من ذلك ، إن من تغلب وإن كان فاجراً تجب طاعته حتى لا تكون الفتنة . فلذلك نجد تباعه من السلفية والوهابية يحكمون على الحسين بن علي عليهما السلام بأنه باغ ويجب على يزيد قتله لخروجه على إمام زمانه ، وقد سمعته بأذني من أحدهم وهو يناقشني مدافعاً دفاعاً مستميتاً عن يزيد ، قال : الحسين خرج على إمام زمانه ويجب أن يقتل ، فانظر إلى أي مدى يأخذ الإنسان التقليد الأعمى لأسلافه ، فما قيمة أحمد بن حنبل في قبال الحسين ( ع ) ، حتى أقول بمقالته واعمل بفتواه وأرمي الحسين بالظلم والبغي ؟ ! . إذا تجردنا من هذا التقليد الأعمى ، وتدبرنا آيات القرآن لكان خيراً وأقرب للحق ، قال تعالى : [ ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار ] هود 113 . وقال : [ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ] الكهف 28 . وقال جل شأنه : [ ولا تطع المكذبين ] القلم 8 . وقال : [ ولا تطيعوا أمر المسرفين ] الشعراء 151 . . . ولكنهم تركوا القرآن وراء ظهورهم ، واحتجوا بروايات وضعها الظلمة من حكام بني أمية ، حتى يخضعوا الناس لسلطانهم ، وقد رد أهل البيت هذه الأحاديث بأحاديث صادقة وموافقة للقرآن ولروح الإسلام . قال الإمام الصادق ( ع ) : ( من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يُعصى الله ) . هذا فوق كونه حديثاً فهو دليل عقلي متين ، حيث من يرى الاستسلام للظالم وطاعته ولا يخرج عليه فقد أحب بقاء معصية الله . قال تعالى : [ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون . . الظالمون . . الفاسقون ] المائدة 44 - 45 - 47 . بالإضافة إلى الآيات والروايات الدالة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلذلك عندما أراد الحسين ( ع ) ، الخروج على طاغية زمانه يزيد قال :