ولكن رسول الله ( ص ) لعن أبا مروان ، ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله عز وجل ( 1 ) . ثم تعال وانظر كيف حرّف البخاري ما يشين بمعاوية ومروان : ( كان مروان على الحجاز ، استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر ( شيئاً ) فقال : خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان : إن هذا الذي أنزل الله في ( والذي قال لوالديه أف لكما ) أتعذر ؟ ! فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فيه شيئاً من القرآن ، إلا أن الله أنزل عذري ) ( 2 ) . فحذف قول عبد الرحمن وأبدله بقول : ( قال ( شيئاً ) كما أبدل قول عائشة ، كل هذا محافظة على صورة معاوية ومروان . وقد أورد هذه الحادثة ابن حجر في تفح الباري مفصلاً ، فانظر إلى أي مدى بلغت النزاهة بالبخاري في نقل الحقائق . 2 - النموذج الثاني : حذف البخاري فتوى عمر بعدم الصلاة . روى مسلم عن شعبه قال : حدثني الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه : أن رجلاً أتى عمر فقال : إني أجنبت فلم أجد ماء . فقال : لا تصلي . فقال عمار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت ، فقال النبي
1 - تاريخ ابن الأثير ج 3 ص 149 في ذكر حوادث سنة 56 ه - . 2 - البخاري ج 3 ص 126 باب ، والذي قال لوالديه من تفسير سورة الأحقاف .