( ص ) إنما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك ! . فقال عمر : اتق الله يا عمار ، فقال : إن شئت لم أحدث به ( 1 ) . بما أن الحديث ظاهر في جهل عمر بأبسط الأحكام الشرعية الضرورية التي يعرفها كل مسلم ( التيمم ) والتي صرح بها القرآن وعلمهم رسول الله ( ص ) كيفيتها ، ورغم ذلك يفتي عمر بعدم الصلاة ، مما يدل على جهله أولاً ، ويدل على عدم اهتمامه بالصلاة ، بل عدم الصلاة في حالة كونه جنباً كما صرحت الرواية . وأذكر في هذا المقام أن أحد الأصدقاء كان يناقشني في علم عمر ، فقال لي : إن عمر كان يوافق القرآن قبل نزوله . قلت له : هذه مجرد أخبار لا تمت إلى الواقع بصلة ، وإلا كيف يوافقه قبل نزوله وهو لم يوافق القرآن بعد أن نزل في حادثة التميم وتحديد مهور النساء . وقد كان هذا الحديث أعنف صدمة لاقتني في بحثي عن شخصية عمر ، لأنه يكشف تماماً عن وزنه العلمي والديني ، ومما زاد استغرابي هو إصرار عمر على جهله بعد أن أخبره عمار بالحكم الشرعي في المسألة . ثم انظر إلى البخاري الذي لم يرق له أن يروي هذه الفتوى التي لم يفتها حتى جهلاء السوق ، فأخرج في صحيحه بنفس السند وبنفس المتن غير أنه أسقط الفتوى . ( جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أصب الماء . فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب : أما تذكر . . ) ( 2 ) .
1 - صحيح مسلم باب التيمم ج 1 . 2 - صحيح البخاري ج 1 كتاب التيمم ، باب التيمم ، هل ينفخ فيها .