responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 33


الانحراف ويخبرهم أنه يخاف عليهم عذاب يوم أليم . فهو أنذرهم قبل أن يأتيهم العذاب الأليم . وعندما عصوا وعاندوا ، أنذرهم بأن العذاب الأليم ينحصر في يوم أليم . وهو يخاف عليهم من هذا اليوم الذي وصفه الله بأنه أليم . فإذا كان هذا هو حال اليوم . فكيف يكون حال الذين يعيشون فيه يقول تعالى : ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ) [13] قال المفسرون : دعاهم إلى توحيد الله بتخويفهم من العذاب . وإنما كان يخوفهم لأنهم كانوا يعبدون الأوثان خوفا من سخطهم . فقابلهم نوح عليه السلام بأن الله سبحانه هو الذي خلقهم . ودبر شؤون حياتهم . وأمور معاشهم بخلق السماوات والأرض . وإشراق الشمس والقمر وإنزال الأمطار وإثبات الأرض وإنشاء الجنات وشق الأنهار . وإذا كان كذلك . كان الله سبحانه هو ربهم لا رب سواه ، فليخافوا عذابه ، وليعبدوه وحده . وبعد أن دعاهم عليه السلام إلى توحيد الله ، خوفهم من عذاب يوم وصف بأنه أليم [14] . والمراد بعذاب يوم أليم .
عذاب الاستئصال . ونسبة الإيلام إلى اليوم دون العذاب من قبيل وصف الظرف بصفة المظروف . ونزول العذاب على الكفار والمستكبرين . مسألة حقيقية يقينية ، فإن من النواميس الكلية الجارية في الكون لزوم خضوع الضعيف للقوي . والمتأثر المقهور للمؤثر القاهر . فما قولك في الله الواحد القهار الذي إليه مصير الأمور . وقد أبدع الله سبحانه أجزاء الكون . وربط بعضها ببعض . ثم أجرى الحوادث على نظام الأسباب . وعلى ذلك يجري كل شئ في نظام وجوده فلو انحرف أي جزء عن خطه المحدد له . . أدى ذلك إلى اختلال نظام الأسباب . وكان ذلك منازعة منه لها . وعند ذلك تنتهض سائر الأسباب الكونية من أجزاء الوجود لتعديل أمره وإرجاعه إلى خط يلائمها . وهي بذلك في مقام من يدفع الشر عن نفسه . فإن استقام هذا الجزء المنحرف على خطه المخطوط له فهو ، وإلا حطمته حاطمات الأسباب ونازلات النوائب والبلايا . وهذا أيضا من النواميس الكلية . والإنسان الذي هو أحد أجزاء الكون له في حياته خط خطه له الصنع والإيجاد ، فإن سلكه هداه إلى سعادته . ووافق بذلك سائر أجزاء الكون ،



[13] سورة هود ، الآية : 26 .
[14] سورة الأعراف الآية : 59 .

33

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست