responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 34


وفتحت له أبواب السماء ببركاتها . وسمحت له الأرض بكنوز خيراتها . وهذا هو الإسلام الذي هو الدين عند الله تعالى . المدعو إليه بدعوة نوح ومن بعده من الأنبياء والرسل عليهم السلام . فإذا تخطاه الإنسان وانحرف عنه . فقد نازع أسباب الكون وأجزاء الوجود في نظامها الجاري . وزاحمها في شؤون حياتها ، وعلى هذا فليتوقع مر البلاء ولينتظر العذاب والعناء . فإن استقام في أمره .
وخضع لإرادة الله . وهي ما تحطمه من الأسباب العامة . فمن المرجو أن تتجدد له النعمة بعد النقمة . وإلا فهو الهلاك والفناء . وإن الله لغني عن العالمين [15] .
إن الذي يدور عكس دوران الفطرة التي فطر الله عليها الخلق ، يعرض نفسه لضربات جميع أجزاء الكون ، فقوم نوح خرجوا عن خط ميثاق الفطرة الذي يشهد . لله بالربوبية ، وأقبل على عبادة الأوثان والطواغيت ، وتحت سقفها قام بتدوين سنة الظلم الاجتماعي ، ولقد خوفهم نوح عليه السلام من - عذاب يوم أليم ، لأنهم بأعمالهم هذه ينازعون أسباب الكون وأجزاء الوجود في نظامها الجاري . وهم بذلك يعرضون أنفسهم للقحط والجدب وللطوفان وقام عليه السلام بردهم إلى الطريق الصحيح الذي عليه تأتيهم البركات والسعادة الحقيقية ، وقال : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا ) [16] قال المفسرون : محصل المعنى . لا ترجون لله وقارا في ربوبيته . والحال أنه أنشأكم طورا بعد طور يستعقب طورا آخر . فأنشأ الواحد منكم ترابا ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم جنينا ثم طفلا ثم شابا ثم شيخا ، وأنشأ جمعكم مختلفة الأفراد ، في الذكورة والأنوثة والألوان والهيئات والقوة والضعف إلى غير ذلك - : وهل هذا إلا التدبير ؟ فهو مدبر أمركم . هو ربكم [17] . الذي يجب عليكم أن تعبدوه وحده . وقد عد عليه السلام النعم الدنيوية ، ووعد قومه توافر النعم وتواترها عليهم إن استغفروا ربهم . فلمغفرة الذنوب أثر بالغ في رفع المصائب والنقمات العامة . وانفتاح أبواب النعم من السماء والأرض أي أن هناك ارتباطا خاصا بين صلاح المجتمع



[15] الميزان 200 / 10 .
[16] سورة نوح ، الآيات : 10 - 14 .
[17] ا لميزان 22 / 20 .

34

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست