نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 32
ورفضوا منطق الفطرة الذي يهدي إلى صراط مستقيم قال تعالى : ( إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * قال يا قوم إني لكم نذير مبين * أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون * ينفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ) قال المفسرون : في الآية دلالة على أن قومه كانوا عرضة للعذاب بشركهم ومعاصيهم . وذلك أن الانذار تخويف ، والتخويف إنما يكون من خطر محتمل لا دافع له [9] والله تعالى أمر نوحا عليه السلام أن ينذر قومه بأس الله قبل حلوله بهم فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم [10] . فقام عليه السلام بتبليغ رسالته إجمالا بقوله : ( إني لكم نذير مبين ) وتفصيلا بقوله : ( أن اعبدوا الله واتقوه ) الآية . وفي قوله : ( أن اعبدوا الله ) دعوتهم إلى توحيده تعالى في عبادته . فإن القوم كانوا يعبدون الأصنام . وفي قوله ( واتقوه ) دعوتهم إلى اجتناب معاصيه من كبائر الإثم وصغائره . وفعل الأعمال الصالحة التي في تركها معصية [11] . وفي قوله : ( وأطيعون ) دعوة لهم إلى طاعته فيما يأمرهم به وينهاهم عنه . وأخبرهم أنهم إذا فعلوا ما يأمرهم به وصدقوا ما أرسل به إليهم غفر الله لهم ذنوبهم . ومد في أعمارهم ودرأ عنهم العذاب الذي إن لم يجتنبوا ما نهاهم عنه أوقعه الله بهم . وحثهم أن يبادروا بالطاعة قبل حلول النقمة . فإنه إذا أمر الله تعالى بكون ذلك . لا يرد ولا يمانع ، فإنه العظيم الذي قد قهر كل شئ ، العزيز الذي دانت لعزته : جميع المخلوقات [12] . لقد كان الإنذار من أجل أن تقف القافلة البشرية . لتعيد التفكير بمنطق الفطرة ، وتعود إلى رشدها بعبادة ربها ولكن جبهة الكفر والعصيان ، وقفوا من الإنذار الموقف الذي يأتيهم ، بالعذاب . لقد وجد القوم أن دعوة نوح إليهم لعبادة الله وحده ، وأمره إياهم أن يتقوا الله ويطيعوه . . رأوا في هذا خروجا عن نصوص الآباء وسنتهم القومية ، ولهذا رموا نوحا عليه السلام بأكثر من تهمة . وكما أنذرهم نوح من قبل أن يأتيهم العذاب الأليم . راح عليه السلام ينذرهم وهم على طريق
[9] الميزان : 26 / 1 . [10] تفسير ابن كثير : 424 / 4 . [11] الميزان : 26 / 1 . [12] تفسير ابن كثير : 424 / 4 .
32
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 32