responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 179


الغناء . وتوابعها الكثيرة : المياه والأهوار والأشجار . ولقد ذكر بعضهم أن الأيكة هي مدين ، ولكن خالف العديد أصحاب هذا الرأي ، ومنهم قتادة وغيره من الذين ذهبوا إلى أن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين [38] . والذين قالوا بأن الأيكة غير مدين أصابوا . .
أولا : لأنهم استندوا إلى أحاديث أما غيرهم فلم يستند إلا على رأيه .
وثانيا : أنهم استندوا على عذاب الأيكة الذي خالف عذاب مدين من حيث نوعه . فمدين ضربت بالرجفة والصيحة ، والأيكة ضربت بعذاب الظلة ، واستندوا على كتاب الله ، فالله تعالى نسب شعيبا إلى مدين ولم ينسبه إلى الأيكة ، ثم إن هناك ملامح طرد وهجرة لأتباع شعيب من مدين في كتاب الله .
فربما أن تكون مقدمة شعيب قد وصلت الأيكة ثم تحرك ركب الإيمان إليهم بعد أن عم التدمير مدين كلها . وأخيرا لقد فجر أصحاب الأيكة قضية رفض البشر الرسول وهو الذي لم يحدث في مدين ، وليس معنى هذا أن مدين كانت تعترف ببشرية الرسول ، فمدين عبدوا الأصنام وتصرفوا وفقا لأهوائهم ، ولكنهم لم يفجروا هذه القضية لأنهم لم يملكوا مؤهلاتها فالقضية لا تفجر إلا في مجتمع مترف . وأصحاب الأيكة امتلكوا الأيكة ، وكان من عندهم يتدفق النهر الذي تحمل أمواجه الزخرف ، ومدين ما هي إلا موجة من أمواجهم ، أراد شعيب عليه السلام أن يطهرهم وبهم يطهر ما حولهم . لكنهم أبوا إلا العذاب ، فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، ودخل شعيب والذين آمنوا معه الأيكة ليبدأوا معها الطريق الذي بدأوه مع مدين . يقول تعالى :
( كذب أصحاب الأيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين * وزنوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا الناص أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ) [39] .



[38] البداية والنهاية : 189 / 1 .
[39] سورة الشعراء ، الآيات ، 176 - 184 .

179

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست