responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 180


قال المفسرون : الأيكة الغيضة الملتف شجرها . قيل : إنها كانت غيضة بقرب مدين يسكنها طائفة وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام . وكان أجنبيا منهم . ولقد أمرهم بتقوى الله . وبين أنه رسول من عند الله . أمين على ما حملته من الرسالة ، لا أبلغكم إلا ما أمرني ربي وأراده منكم ، ولذا فرع عليه قوله : ( فاتقوا الله وأطيعون ) فأمرهم بطاعته لأن طاعته طاعة لله ، ثم نفى سؤال الأجر لنفي الطمع الدنيوي ، وأثبت أن أجره على الله رب العالمين ، ثم أمرهم بالعدل في الأخذ والإعطاء بالكيل والوزن ، وأن لا يبخسوا الناس سلعهم وأمتعتهم ، وأن لا يفسدوا إفسادا في الأرض . ثم أمرهم أن يتقوا الله الذي خلقهم وآباءهم الأولين . الذين فطرهم وقرر في جبلتهم تقبيح الفساد والاعتراف بشؤمه .
لقد خاطبهم في صدر خطابه لهم ، كما خاطب هود وصالح عليهما السلام الجبابرة في قومهما ، أمرهم بالتقوى ونفي الأجر حتى لا يتهموه ثم أمرهم بما يستقيم مع الفطرة . . فماذا كان ردهم ؟ يقول تعالى : ( قالوا إنما أنت من المسحرين * وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين * قال ربي أعلم بما تعملون ) [40] .
قال المفسرون : يخبر تعالى عن جوابهم له بمثل ما أجابت به ثمود لرسولها ، تشابهت قلوبهم حيث قالوا : ( إنما أنت من المسحرين ) [41] وبعد ذلك فجروا قضيتهم التي وضع الشيطان بذورها ، وقال بها كل مترف مستكبر متكبر عال في الأرض ، لقد خاطبوه بعيونهم ، حيث شاهدوا من حولهم حدائقهم وعبيدهم وتجارتهم التي تجوب الجزيرة والشام وتأتي إليهم بالمال الوفير ، في الوقت الذي لا يمتلك هو وأتباعه ما يعلوهم ويقهرهم . لقد خاطبوه وفقا لفقه الأعمى الذي لا ينظر إلى الوجود بعيون الفطرة ، وإنما ينظر إليها وفقا لأعمدة فقه الزينة والإغواء ، ولقد اختصر أصحاب الأيكة الطريق ، فبعد أن اتهموه بالكذب ، طالبوه بالعذاب إن كان من الصادقين ، وحددوا العذاب الذي يريدون ( فأسقط علينا كسفا من السماء ) أي أسقط علينا قطعا من السماء . وقيل :



[40] سورة الشعراء ، الآيات : 185 - 188 .
[41] ابن كثير : 346 / 3 .

180

نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست