نام کتاب : الانحرافات الكبرى نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 144
قال المفسرون : كان قومه قد نهوه أن يضيف رجلا ، وعندما علموا بمن عنده . أسرعوا إليه فرحين بذلك [62] ومن قبل ذلك كانوا يقترفون المعاصي ويأتون بالمنكرات . فكانوا مجترئين على إيقاع الفحشاء . معتادين بذلك لا ينصرفون عنه بصارف . ولا يحجبهم من ذلك استحياء أو استشناع . ولا ينزجرون بموعظة أو ملامة أو مذمة . لأن العادة تسهل كل صعب وتزين كل قبيح ووقيح [63] ولما رآهم تجمعوا على الشر لا يصرفهم عن ذلك مجرد القول بعظة أو إغلاظ في الكلام . أراد أن يصرفهم عنه بتبديل ما يريدون من الفحشاء مما لا معصية فيه من الحلال فعرض بناته عليهم . . وقيل إن المراد بقوله ( هؤلاء بناتي ) الإشارة إلى نساء القوم لأن النبي أبو أمته فنساؤه بناته كما أن رجالهم بنوه [64] وكان عليه السلام يريد أن قصد الإناث وهو سبيل فطري ، خير لهم وأطهر من قصد الذكور من طريق الفحشاء [65] وبعد أن ردهم إلى الطريق الفطري قال لهم : ( اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) قال المفسرون : أضاف الضيف إلى نفسه [66] . وذكر الخزي الوارد عليه من التعرض لهم ، كل ذلك رجاء أن يهيج صفة الفتوة والكرامة فيهم ، ولذلك عقب ذلك بالاستغاثة والاستنصار بقوله : ( أليس منكم رجل رشيد ) لعله يجد فيهم ذا رشد إنساني فينتصر له وينجيه وضيوفه من أيدي أولئك الظالمين . لكن القوم لم يؤثر ذلك فيهم أي أثر وأجابوه بما آيسوه به [67] : ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) هذا جواب القوم عما دعاهم إليه لوط من النكاح المباح . أخبروه أن ما يدعوهم إليه ليس حقا لهم ، وهو يعلم ذلك ويعلم ما هو بغيتهم في هذا الهجوم وماذا يردون . فلوط يعرف ما يريدون لأنه كان ينهاهم عن سنتهم القومية الجارية بينهم ويقول لهم : ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ) [68] ( أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق