responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 396


إمرة ، وإنه لا بد للناس من أمير - بر أو فاجر - يعمل في إمرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، ويبلغ الله فيها الأجل ، ويجمع به الفئ ، ويقاتل به العدو ، وتؤمن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر [1] .
وهكذا أثبت الإمام علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - وجوب الإمامة ، تلك القضية التي تشغل أول الأبحاث في النظريات السياسية في الفكر الإسلامي ، ولقد سبق أن اختلف المسلمون يوم السقيفة حول شخص من يخلف الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم فبحثوا في الإمامة ، وجعلوها محور تفكيرهم السياسي ، ثم أثار الخوارج التشكيك في ضرورة وجود الإمام ، فالتفت معظم فرق المسلمين عند القول بوجوب وجود الإمام في بداية أبحاثهم السياسية [2] .
علي أن الخوارج إنما يمثلون - من ناحية أخرى - جموح الهوى ، وغلو الاجتهاد في الرأي ، ثم سرعان ما تنعزل هذه الفرقة عن الناس ، وتتخذ لها جبهة خاصة بها ، فتنحرف عما عليه جماعة المسلمين ، وحتى يحملها العناد والشقاق ، على أن تشتط ، وتمعن في الشطط ، وإذا هي خارج دائرة الإسلام ، تستحل دماء المسلمين ، وتستبيح أموالهم وأعراضهم ، دونما تقية أو حرج ، وكانوا يلقون الواحد من المسلمين فيسألونه : ألم يكن قبول التحكيم كفرا " ؟ ألم يأثم علي بقبول التحكيم ؟ ألسنا في حل من طاعته وبيعته حتى يقر بإثمه ويتوب ؟ فإن أجاب المسؤول بنعم ، تركوه ينجوه ، وإن أجاب بلا ، سفكوا دمه ، وأزهقوا روحه .
وروى البخاري في صحيحه [3] ( كتاب بدء الخلق - باب علامات النبوة في الإسلام ) بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يقسم قسما " ، أتاه ذي الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا



[1] شرح نهج البلاغة 2 / 307 ( بيروت 1979 ) .
[2] أحمد صبحي : المرجع السابق ص 42 .
[3] صحيح البخاري 4 / 343 - 224 .

396

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست