نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 395
عثمان ، إنه نهج فكري أيديولوجي يزعزع الأسس التي اجتمع عليها أنصار الإمام علي حوله ، فكان لا بد من مواجهة الخوارج - لا كقوة سياسية - وإنما كعقيدة سياسية ، تسعى إلى ضياع حق الإمام علي . وفي الواقع أن التشيع - كرد فعل للخوارج - يتضح فيه مدى المقابلة بين العقيدتين ، فبينما جعل الخوارج الإمامة عامة ، هي عند الشيعة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي ذرية الإمام علي ، وبنص من النبي على ذلك ، فهي إذن من صميم الدين ، وبينما طائفة من الخوارج ترى الإمامة غير واجبة ، ولا يلزم نصب الإمام ، هي عند الشيعة واجبة ، وعلى الله تعالى . وهكذا - فيما يقول الدكتور صبحي - يظهر رد فعل التشيع كعقيدة لآراء الخوارج في الإمامة ، ويجب الاعتراف بأن الخوارج كمذهب عقائدي له نظرياته في الإمامة ، سابق في وجوده على التشيع كعقيدة ، ولا يستبعد أن يكون كثير من عقائد الشيعة قد صيغت متأثرة في ذلك بنظرية الخوارج في الإمام علي نحو عكسي ، ولا سيما أن كارثة انشقاق الخوارج هي أكبر ما حل بأنصار الإمام من كوارث ، ثم تبعها مصرع الإمام نفسه ، على يد واحد منهم ، ثم جرأتهم على الحق حتى ذهبوا إلى تكفير الإمام - وهو ما لم يذهب إليه ألد أعدائه كمعاوية - فكان لا بد أن يقابل ذلك تقديس للإمام علي ، ورفع مقامه إلى مرتبة وصي النبي صلى الله عليه وسلم ، وخليفته بالنص الإلهي [1] . ثم يقول : هذا وقد نقل الخوارج الاختلاف من مجرد خلاف بين الأشخاص - كما هو الحال بين الإمام علي ومعاوية - إلى خلاف حول المبادئ ، ومن ثم فقد أعلنوا لا حكم إلا لله ، وقد وصف الإمام علي ذلك بأن القوم طلبوا الحق فأخطأوه ، وقال - كرم الله وجهه في الجنة - ردا " على ذلك كلمة حق يراد بها باطل ، نعم إنه لا حكم إلا الله ، ولكن هؤلاء يقولون : لا