نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 369
اختياره على قاعدة غير معروفة في الشرع ، إذ قرن سيرة الشيخين - أبي بكر وعمر - بكتاب الله وسنة رسوله ، شرطا " على كل من علي وعثمان ، ولم يقل أحد من قبل ، ولا من بعد ، أن سيرة الشيخين تقترن بكتاب الله وسنة رسوله في المسائل السياسية ، وحين أراد الإمام على أن ينبهه إلى ذلك - كتاب الله وسنة رسوله فقط ، وأن أجتهد ، كما اجتهدا - نحاه عبد الرحمن ، ليختار عثمان ، حتى إذا اعترض الإمام علي ، قال عبد الرحمن ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ، فأضاف خطأ آخر باستشهاده بالآية الشريفة في غير موضعها ، فضلا " عن أنها لا تقال لمثل الإمام علي . ومنها ( ثالثا " ) ما ذهب إليه الأستاذ الخطيب [1] ، من أن انتقال الخلافة من شخص إلى شخص ، ومن بيت إلى بيت ، من شأنه أن يحدث في مشاعر الناس وفي أفكارهم شيئا " جديدا " ، يتولد من نظرتهم لهذا الشخص وتقديرهم له ، وصلتهم النفسية أو النسبية به وبأهله ، وقد حدث شئ من هذا في خلافة الصديق والفاروق ، فرضي أناس ، وسخط آخرون ، ولكن سرعان ما فاء الساخطون إلى الرضا ، ، فقد كان الناس قريبي عهد بالنبوة ، وأمرهم لم يزل قائما " لحساب الدين وفي ظله ، أكثر من قيامه لحساب العصبية وفي ظلها . غير أن خلافة ذي النورين - عثمان بن عفان - إنما كان الأمر فيها مختلفا " ، لأسباب ، منها أن الزمن كان قد تراخى قليلا " بعهد النبوة ، فانطلقت النفوس على طبيعتها ، وتحركت النزوات والأطماع التي كان الدين قد اعتقلها زمنا " ، ومنها أن الصديق أبا بكر والفاروق عمر ، لم يكونا من البيوت المتنازعة على زعامة قريش ، بعكس عثمان - وهو أموي - ومن ثم فقد تحركت العصبية التي كانت قائمة قبل الإسلام بين بني أمية وبني هاشم ، بل لقد ظن الأمويون أن هذه فرصتهم للحاق ببني هاشم ، وأن الخلافة ستعيد إليهم مكانتهم التي كانت لهم
[1] عبد الكريم الخطيب : علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975 .
369
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 369