نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 368
هذا وربما يقول البعض : إن الإمام علي لم يتعهد لعبد الرحمن - كما تعهد عثمان - بأن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، وسيرة الخليفتين - أبي بكر وعمر - من بعده ، وإنما قال : أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي ، والحق أن جواب الإمام علي جواب حكيم ، ولا يدل أبدا " على أنه يعدل عنهما ، وإنما يدل على أنه يعمل جهد طاقته ، ولا يقول ذلك في الغالب الأعم ، إلا عالم متواضع ، وليس الإمام علي هو الذي يشك في أنه سيقود السفينة - التي بدأت الأمواج والرياح تأخذ بها من كل جانب - إلى بر الأمان . على أن الدكتور جمال سرور ، من ناحية أخرى ، إنما يذهب إلى أن طلب عبد الرحمن من الإمام علي ، أن يتعهد بأن يسير بسيرة الخليفتين - أبي بكر وعمر - وهو يعلم أن عليا " لا يرضى أن يتقيد بسياستهما ، إنما أراد أن يحرجه ، ليفسح المجال لاختيار عثمان ، وسرعان ما تحقق غرضه ، فقد تحرج الإمام علي من أن يعطي هذا العهد خشية أن تضطره الظروف إلى عدم الوفاء به ، وعبر عن رفضه له بقوله : اللهم لا ، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ، وفي رواية : أرجو أن أفعل ، فأعمل بمبلغ علمي وطاقتي . ثم دعا عبد الرحمن عثمان ، وقال له مثل ما قال لعلي ، فقال عثمان : اللهم نعم ، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد ، ويده في يد عثمان ، ثم قال : اللهم اسمع واشهد ، إني جعلت ما في رقبتي في رقبة عثمان ، فازدحم الناس على عثمان يبايعونه . وهكذا كان انتخاب عثمان مصطبغا " بصبغة التحيز للأمويين ، وقد وجدت هذه النتيجة - من أول الأمر - معارضة من الهاشميين ، فضلا " عن أهل الورع والسبق في الإسلام ، مثل سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد وغيرهم من رواد شيعة الإمام ، حتى ذهب البعض إلى أن التشيع إنما بدأ منذ تلك اللحظة . هذا ويذهب الدكتور أحمد صبحي [1] إلى أن عبد الرحمن بن عوف قد بنى
[1] أحمد محمود صبحي : الزيدية - الإسكندرية 1980 ص 10 .
368
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 368