responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 370


في الجاهلية ، روى المسعودي أن أبا سفيان قال - عقب اختيار عثمان خليفة - يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زالت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة ، فانتهره عثمان وساءه ما قال .
ونمي هذا القول إلى المهاجرين والأنصار ، وغير ذلك الكلام ، فقام عمار ابن ياسر في المسجد ، فقال : يا معشر قريش ، أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ، ههنا مرة ، وههنا مرة ، فما أنا ينزعه الله منكم ، فيضعه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ، ووضعتموه في غير أهله .
وقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : وما أنت وذاك يا مقداد بن عمر ، فقال المقداد : إني والله لأحبهم ، لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم ، وإن الحق معهم وفيهم ، يا عبد الرحمن ، أعجب من قريش - وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت - قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعده من أيديهم ، أما وأيم الله يا عبد الرحمن ، لو أجد على قريش أنصارا " لقاتلهم ، كقتالي إياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام ، يوم بدر [1] .
ومنها أن عثمان كان سخي اليد ، سمح النفس ، قريب الرضا ، بعيد الغضب ، كما كان فيه حياء حي ، يملك عليه أمره ، إنه يلقى أحدا " بما يسوؤه أو يحرجه أو يخزيه ، هذا إلى أنه - كما وصفه الإمام علي - إنه أوصلنا للرحم ، وفي طبقات ابن سعد عن الزهري قال : لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا " ، يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا " ، وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب ، لأن عمر كان شديدا " عليهم ، فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم ، ثم توانى في أمرهم ، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر ،



[1] المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر 1 / 633 ( بيروت 1982 ) .

370

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست