نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 367
سنتعرض لها بالتفصيل فيما بعد ، وهي على أية حال ، فضائل يعرفها له أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، على اختلافهم ، ويعرفها له خيار المسلمين من التابعين ، ويؤمن له بها أهل السنة ، كما يؤمن له بها الشيعة ، والدارس للتاريخ - عن حيدة ونزاهة - إنما يعرف المشكلات والقضايا الكثيرة التي عرضت للإمام علي ، والتي تدل - دونما لبس أو غموض - أن سيدنا ومولانا الإمام علي - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - إنما كان أهلا " لكل الفضائل التي عرفت عنه ، ولأكثر منها ، وأنه كان أجدر الناس بأن يسير بالمسلمين إلى الصراط المستقيم - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا ريب في أن الفاروق عمر إنما كان صاحب فراسة صادقة ، وحدس يكاد لا يخطئ ، أو نادرا " ما يخطئ حين أشار بتولية الإمام علي ، فقد كان يراه أشبه الناس به - أو هو أشبه الناس به - في شدته في الحق ، و إذعانه للحق ، وغلظته على الذين ينكرون الحق أو يضيقون به ، ولكن القوم لم يولوا الإمام بعد الفاروق ، حين كانت الدنيا مقبلة ، والنشاط قويا " ، و الإقدام قارحا " ، والبصائر نافذة ، والأمور تجري بالمسلمين على ما أحبوا ، و إنما ولوا خلافتهم عثمان ، فكان من أمرهم معه ، وأمره معهم ما كان . ومنها ( ثانيا " ) أن أصحاب الشورى الخمسة الذين حضروا مجلس الشورى - وهم علي وعثمان والزبير وسعد وعبد الرحمن - كان ثلاثة منهم مع علي - وهم علي والزبير وسعد - وقد ذكرنا من قبل : أن عبد الرحمن طلب أن يعطيه سعد نصيبه ، فقال : إن اخترت نفسك فنعم ، وإن اخترت عثمان فعلي أحب إلي ، وأن الزبير أعطى نصيبه لعلي ، هذا إذا سلمنا أن عبد الرحمن كان في صف صهره عثمان ، وطبقا " لوصية عمر في الشورى فصاحب الأغلبية هو الخليفة ، وعلي هو صاحب الأغلبية . ومن ثم فإن هاشم - فضلا " عن شيعة الإمام علي - رأوا فيما فعله عبد الرحمن خدعة لإقصاء الإمام علي وبني هاشم عن الخلافة .
367
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 367