نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 362
وبعد أن انتهوا جميعا " من كلامهم ، قال عبد الرحمن بن عوف : أيكم يطيب نفسا " أن يخرج نفسه من هذا الأمر ، ويوليه غيره ، فأمسكوا عنه ولم يجبه أحد ، فقال : أنا أنخلع منها ، فقال عثمان : أنا أول من رضي ، فقالوا : رضينا ، ولم يقل الإمام علي شيئا " ، فظل يفكر فيما عسى أن يصنعه عبد الرحمن ، فهو صهر عثمان ، وابن عم سعد ، أيؤثر أحدهما ؟ فقال عبد الرحمن : ما تقول يا أبا الحسن ، فقال علي : أعطني موثقا " لتؤثرن الحق ، ولا تخص ذا رحم ، ولا تألو الأمة نصحا " ، قال عبد الرحمن : أعطوني مواثيقكم على أن تكونوا معي على من بدل وغير ، وأن ترضوا من اخترت لكم ، وعلى ميثاق الله ألا أخص ذا رحم لرحمه ، ولا آلو الأمة نصحا " ، وأعطاهم موثقا " ، وأعطوه موثقا " . واختلى عبد الرحمن بالإمام علي ثم بعثمان ، وبين لكل منهما حقه ، ثم قال لكل منهما : إذا صرف عنك هذا الأمر ، من تراه أحق به ؟ فأجاب علي : عثمان ، وأجاب عثمان : علي ، ثم قال الإمام علي لسعد بن أبي وقاص : واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وأسألك برحم بني هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورحم عمي حمزة ( وهو خال سعد ) ، ألا تكون مع عبد الرحمن ظهيرا " لعثمان علي . ومضى عبد الرحمن إلى رؤساء الجند ، وأشراف الناس يشاورهم ، حتى إذا ما كانت الليلة التي في صبيحتها يستكمل الأجل المضروب - وهو ثلاثة أيام - أتى إلى منزل ابن أخته المسور بن مخرمة في آخر الليل ، فأيقظه وقال له : انطلق فادع الزبير وسعدا " ، فلما حضرا حاول أن يقنعهما بالبيعة لعثمان ، وطبقا " لرواية الطبري قال لسعد : أنت وأنا كلالة ، فاجعل نصيبك لي فأختار ، قال : إن اخترت نفسك فنعم ، وإن اخترت عثمان ، فعلي أحب إلي ، وأما الزبير فقال : نصيبي لعلي ، ثم دعا عبد الرحمن عليا " وعثمان ، وانصرف علي - كرم الله وجهه في الجنة - وهو لا يشك أنه صاحب الأمر . فلما صلى الصبح بهم صهيب جمع عبد الرحمن أهل الشورى الخمسة
362
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 362