responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 306


جباهم وجنوبهم وظهورهم ، فما زال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك ، وأوجبوه على الأغنياء ، وشكا الناس ما يلقون منهم .
فأرسل معاوية إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال : إذهب إلى أبي ذر فقل له : أنقذ جسدي من عذاب معاوية ، فإنه أرسلني إلى غيرك ، وإني أخطأت بك ، ففعل ذلك ، فقال له أبو ذر : يا بني قل له : والله ما أصبح عندنا من دنانيرك دينار ، ولكن أخرنا ثلاثة أيام حتى نجمعها ، فلما رأى معاوية أن فعله يصدق قوله ، كتب إلى عثمان : إن أبا ذر قد ضيق علي ، وقد كان كذا وكذا ، للذي يقول للفقراء ، فكتب إليه عثمان : إن الفتنة قد أخرجت خطمها وعينيها ، ولم يبق إلا أن تثب ، فلا تنكأ القرح ، وجهز أبا ذر إلي ، وابعث معه دليلا " ، وكفكف الناس ونفسك ما استطعت ، وبعث إليه بأبي ذر [1] .
هذا ويختلف الباحثون في الأسباب التي دفعت أبا ذر إلى الإقامة في الربذة ، ففي رواية ابن سعد ، عن زيد بن وهب قال : مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر ، قال فقلت : ما أنزلك منزلك هذا ؟ قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية * ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) * ، وقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب ، قال فقلت : نزلت فينا وفيهم ، قال : فكان بيني وبينه في ذلك كلام ، فكتب يشكوني إلى عثمان ، قال :
فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمت المدينة وكثر الناس علي ، كأنهم لم يروني قبل ذلك ، قال : فذكر ذلك لعثمان فقال لي : إن شئت تنحيت فكنت قريبا " ، فذاك أنزلني هذا المنزل ، ولو أمر على حبشي ، لسمعت ولأطعت [2] .
غير أن رواية ابن الأثير في الكامل إنما تذهب إلى أن أبا ذر لما قدم



[1] ابن الأثير : الكامل في التاريخ 3 / 114 - 115 .
[2] ابن سعد : الطبقات الكبرى 4 / 166 ( دار التحرير - القاهرة 1969 ) .

306

نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست