نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 305
وأراد معاوية أن يتلطف ويتقرب إليه ، فدعاه إلى قصره ، وهو قصر ضخم ، بناه معاوية في دمشق ، لينافس به قصور أباطرة الرومان ، وأسماه الخضراء ، فقال له أبو ذر : يا معاوية ، إن كانت هذه الأبهة من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهي الإسراف [1] . فسكت معاوية على مضض ، غير أن أبا ذر سرعان ما سأل : يا معاوية ما يدعوك إلى أن تسمي مال المسلمين مال الله ؟ وكان معاوية ، وسائر عمال عثمان من بني أمية ، يرون أنهم يتصرفون في المال بموجب حق إلهي ، بما أن المال مال الله ، وهم خلفاؤه على هذا المال . فلما سمع معاوية سؤال أبي ذر قال : يرحمك الله يا أبا ذر ، ألا إن كل شئ لله ، ألسنا عباد الله ، والمال ماله ، والخلق خلقه ، والأمر أمره ؟ قال أبو ذر : كأنك تريد أن تحجب هذا المال دون المسلمين ، فلا تقل هذا ، فقال معاوية : لا أقول إنه ليس لله ، ولكني سأقول مال المسلمين [2] . وكان أبو ذر يذهب إلى أن المسلم لا ينبغي له أن يكون في ملكه ، أكثر من قوت يومه وليلته ، أو شئ ينفقه في سبيل الله ، أو يعده لكريم ، ويأخذ بظاهر القرآن * ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله * فبشرهم بعذاب أليم ) * [3] . فكان يقوم بالشام ويقول : يا معشر الأغنياء ، واسوا الفقراء ، بشر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاوي من نار تكوى بها
[1] عبد الرحمن الشرقاوي : علي إمام المتقين 1 / 170 ( ط مكتبة غريب - القاهرة 1985 ) ، نهج البلاغة 8 / 256 . [2] تاريخ الطبري 4 / 283 ، ابن الأثير : الكامل في التاريخ 3 / 114 ، عبد الرحمن الشرقاوي : علي إمام المتقين 1 / 170 . [3] سورة التوبة : آية 34 .
305
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 305