نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 272
هذا ويذهب العلماء إلى أن الفرق بين جمع أبي بكر ، وجمع عثمان ، أن الأول إنما كان جمعا " للقرآن وكتابته في مصحف واحد ، مرتب الآيات على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، خشية أن يذهب من القرآن شئ ، بسبب موت كثير من الحفاظ في موقعة اليمامة . وأما جمع عثمان فكان عبارة عن نسخ عدة نسخ من المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر ، لترسل إلى البلاد الإسلامية وأن السبب في ذلك إنما هو اختلاف بعض القراء في قراءة آيات من القرآن الكريم ، وهكذا فإن الخليفة سرعان ما أرسل في طلب المصحف الذي عند حفصة ، وأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن ، فاكتبوها بلسان قريش ، فإن القرآن أنزل بلسانهم ، ففعلوا ذلك حتى كتبت المصاحف [1] . ويروى أن هناك خلافا " قد حدث على كتابة كلمة التابوت التي جاءت في قول الله تعالى : * ( إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ) * ، أيكتبونه بالتاء أو بالهاء ، فقال زيد : إنما هو " التابوه " ، وقال القرشيون الثلاثة : إنما هو التابوت ، فتراجعوا إلى عثمان ، فقال : اكتبوه بلغة قريش ، فإن القرآن نزل بلغتهم [2] .
[1] السيوطي : الإتقان في علوم القرآن 1 / 60 - 63 ( القاهرة 1278 ه ) ، الزركشي : البرهان في علوم القرآن 1 / 230 ( القاهرة 1957 ) ، فتاوى ابن تيمية 15 / 251 - 252 ، 13 / 396 ، قارن 13 / 409 - 410 ( الرياض 1382 ه ) ، صحيح البخاري 6 / 225 - 227 ، محمد أبو زهرة : القرآن ص 44 - 46 ، تفسير القرطبي 1 / 52 - 62 ، ابن كثير : فضائل القرآن ص 18 - 19 ، مقدمتان في علوم القرآن ص 51 - 52 ، محمد بيومي مهران : دراسات تاريخية من القرآن الكريم 1 / 33 - 34 . [2] تفسير القرطبي 1 / 54 ، البرهان 1 / 376 ، الإتقان 1 / 98 ، فضائل القرآن ص 20 ، دراز : مدخل إلى القرآن الكريم ص 38 - 39 ، تفسير ابن كثير 1 / 445 - 446 ، تفسير الكشاف 1 / 293 - 294 ، تفسير الطبري 5 / 315 - 328 .
272
نام کتاب : الإمامة وأهل البيت نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 272